بقلم: يسري تليلي
استهلّ السيد محمد علي النفطي، وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج، يوم الجمعة 20 جوان 2025، زيارته إلى مدينة إسطنبول بالمشاركة في الدورة غير العادية لاجتماع مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري، المنعقدة خصيصاً لبحث تداعيات العدوان الإسرائيلي الأخير على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وما يحمله من تهديدات خطيرة على أمن واستقرار المنطقة بأكملها.

وفي مداخلة قوية، عبّر الوزير عن إدانة تونس الشديدة لهذا “العدوان الصهيوني الغادر”، واصفاً إياه بأنه فصل جديد من سلسلة الاعتداءات المتكررة التي دأب الكيان المحتلّ على ارتكابها في تجاوز صارخ لكل المواثيق الدولية والأعراف الإنسانية.
وأكد السيد النفطي تضامن تونس الكامل والثابت مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ومع جميع الدول الشقيقة التي تواجه محاولات المسّ بسيادتها وحرمة أراضيها، مشدّداً على ضرورة فرض احترام القانون الدولي والمواثيق الأممية التي تضمن الاستقرار والسلام، وتمنع سياسة الإفلات من العقاب.

كما جدّد الوزير دعوته إلى الوقف الفوري لحرب الإبادة التي تُشنّ ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، مطالباً بتمكينه من حقوقه المشروعة، وفي مقدمتها الحق في الحياة الكريمة داخل أرضه، والوصول إلى المساعدات الإنسانية والإمدادات الأساسية التي تُسهم في تخفيف معاناته تحت الاحتلال.
وعلى هامش الاجتماع، التقى الوزير بعدد من نظرائه من وزراء الخارجية العرب، حيث تم التباحث بشأن التطورات المتسارعة في المنطقة، وتبادل الرؤى حول سبل تنسيق المواقف العربية لمجابهة التحديات الراهنة وضمان مستقبل أكثر استقراراً وأمناً لشعوب المنطقة.

وتُعبر هذه المشاركة النشطة للدبلوماسية التونسية عن ثبات موقفها المبدئي في دعم القضايا العادلة، ورفضها القاطع لكل أشكال العدوان والتدخل الخارجي، مع تأكيدها المستمر على أن الأمن الجماعي لا يُبنى إلا على احترام السيادة، والعدالة، والتعاون بين الدول.